منتديات عقيل عطارد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تحتوي على معلومات فضائية وفلكية ودراسات عن المجموعة الشمسية والأجرام السماوية والمجرات وكل الذي في الكون من علم الفلك وريادة الفضاء .


    ما هذا المولود الغريب لقد اثار دهشتي

    master
    master
    مدير عام
    مدير عام


    الإقامة : السودان
    الجنس : ذكر
    عدد المشاركات : 609
    كوكب مفضل :
    • عطارد
    • الزهرة
    • القمر
    • الأرض
    • المريخ
    • المشتري
    • زحل
    • أورانوس
    • نبتون
    • بلوتو
    • ترانس بلوتو

    الرصيد : 243748
    السمعة : 0
    تاريخ الإنضمام : 15/01/2016
    أكلات مفضلة : كل ما لذ وطاب ¤ _ ¤
    رأي العضو عن المنتدى : هايل

    عقيل ما هذا المولود الغريب لقد اثار دهشتي

    مُساهمة من طرف master الثلاثاء 27 مارس 2018, 21:37

    كنت البارحة في منزل جدتي , فأنا متعلقة بها كثيرا , وأحب دائما أن تروي لي قصصا عن الماضي لأستمتع بها , وقد روت لي البارحة قصة عجيبة كانت قد مرت بها في طفولتها , ولشدة غرابة القصة وغموضها سوف اسردها لكم كما سمعتها :
    تقول جدتي :
    كنت ما أزال طفلة في العاشرة من عمري , وفي ليلة من ليالي تموز الحارة كنت جالسة مع أمي أمام النافذة نراقب الشارع , وإذا بامرأة عجوز تقترب من النافذة ومعها فتاة صغيرة , وبعد أن ألقت السلام على أمي ترجتها أن تأتي معها إلى بيتها لأن لديهم حالة ولادة مستعجلة , فأمي كانت قابلة - داية - , لكنها رفضت الذهاب لأنه لم يكن في المنزل أحد سوانا , ولم تكن تريد أن تتركني وحيدة . فقالت المرأة لأمي لا تخافي فسوف تبقى طفلتي مع أبنتك وسيلعبان معا حتى نعود , وأشارت بيدها إلى الفتاة الصغيرة التي كانت معها .
    أمي قالت للمرأة بأنه لا يجوز ترك طفلتين لوحدهما في المنزل , فقالت المرأة وهي تشير إلى الفتاة التي معها : " لا تخافي هي سوف تحمي ابنتك من أي سوء " .
    أمي وافقت بعد تردد على الذهاب مع المرأة العجوز استجابة للواجب الإنساني , لكن قبل أن تغادران , نظرت المرأة إلى الطفلة نظرة غريبة لن أنساها أبدا , بدا الأمر وكأنهما يتكلمان عبر العيون , ثم قالت للطفلة وهي تشير نحوي : " العبي معها ثم اتركيها لتنام ونامي أنتي أيضا " . فردت الفتاة : " حاضر " .
    أنا ركضت للنافذة وثمة شعور بعدم الراحة يعتصر قلبي , ورأيت أمي والمرأة وهن يبتعدن ويختفين في الظلام , ثم رجعت وأمعنت النظر في الطفلة التي تركوها معي , كانت ناعمة جدا , عيونها كبيرة وجميلة لا تطرف أبدا , ذات رموش طويلة , شعرها بني طويل .. كانت في الحقيقة جميلة جدا وغريبة أيضا , فهي لم تنزل عينها عني لكنها لم تتكلم أبدا , وساد الصمت والهدوء المكان , فشعرت بشيء من الضيق وأردت أن اكسر حاجز الصمت الثقيل فكلمتها وسألتها عن أسمها , فردت قائلة بصوت خافت : " لا تسأليني عن أي شيء " ! ..
    كان ردها مخيبا للآمال , فقلت لها بشيء من العتب : " لكن ألم تقل لكي والدتك أن تلعبي معي ؟ " .
    فأجابت بنبرة فيها شيء من الحدة وبصوت بدا وكأنه أكبر من عمرها : " نعم .. لكنها لم تقل لي أن أجيب على أسئلتك " .
    وساد الصمت الثقيل مجددا , وبدأت أشعر بالخوف وادعوا الله في سري أن تعود والدتي سريعا . لكني تشجعت مجددا بعد فترة من السكوت وقلت للطفلة : أتلعبين معي لعبة بيت أبو أبيوت ؟  – وهي لعبة عراقية للبنات تشبه لعبة جلسات شاي البنات - .
    فتغيرت نظرة الفتاة وأحسست ببعض اللطف فيها , فتشجعت وتقربت منها , لكنها قالت بنبرة تحذيرية : " ابتعدي عندي ودعي بيننا مسافة " .
    فتراجعت إلى الوراء قليلا لكني لم استسلم , أحببت أن تكون صديقتي وقلت لها أتأتين معي إلى غرفتي حيث أنام فيها مع أخي الكبير لكنه الآن مسافر إلى البصرة . لكن الفتاة لم ترد , فمددت يدي لأسحبها معي , وليتني لم أفعل ذلك , فيد الطفلة كانت لينة من دون عظام , كأنها مادة جلاتينية القوام , لكنها تبدو كاليد العادية . فأبعدت يدي عنها وفتحت عيني بدهشة ثم تراجعت إلى الوراء مرعوبة . أما هي فقد تغيرت ملامح وجهها من البراءة إلى الخباثة وارتسمت على شفتيها ابتسامة باهتة وباردة جدا , ثم قالت لي بنبرة موبخة : " الم اقل ابتعدي عني .. الم أحذرك ؟ ".
    وفجأة اختفت الابتسامة وظلت النظرة المخيفة , فبدأت أقرا المعوذات وقلبي يرتجف خوفا , فأغمضت الفتاة عينها وأخذت نفسا عميقا جدا جدا , ثم فتحت عينها وقالت لي : " أنتِ لم تفهمي .. أنا مسلمة .. ولهذا فأنا لن اختفي إذا قرأتِ آيات القرآن " .
    وساد الصمت الثقيل مجددا , وأستمر طويلا حتى عادت والدتي وهي تحمل سلة معها والمرأة في أثرها , فركضت إليها وعانقتها كأنها غائبة منذ سنة , وقامت الفتاة ووقفت بجانب المرأة , وتبادلن النظرات كأنهن يتحاورن عن طريق العيون , وهزت المرأة رأسها غير راضية , ثم رفعت عينها عن الفتاة ونظرت إلى وهي تبتسم بطريقة غريبة وقالت " حسنا سوف نذهب .. أتمنى انكِ استمتعتِ مع حواء ؟ " . فقلت بصوت لا يكاد يسمع : " نعم ! " . فقالت المرأة : " إن حواء فتاة لطيفة لكنها لا تحب الأطفال كثيرا .. تقول أنهم ثرثارون ويحاولون اكتشاف كل شي وهذا لا يعجبها أبدا " . ثم نظرت المرأة لوالدتي وشكرتها . وفي أثناء ذلك نظرت الفتاة إلي وشعرت كأن صوتا يهمس في رأسي قائلا : " إياكِ أن تقولي شيئا عما جرى " . فبدأت بالبكاء , ونظرت المرأة إلي ثم تساءلت : " لماذا تبكين حبيبتي ؟ .. حواء اكبر منك لذلك لا ينفع أن تكونا صديقتان .. قولي لها وداعا " . ثم غادرت المرأة والفتاة .
    أمي لم تنم تلك الليلة ولا أنا حتى طلع علينا الصباح وعاد والدي , فقصت عليه ما حدث معها في تلك الليلة الرهيبة وقالت :
    عندما ذهبت مع المرأة وابتعدنا عن المنزل قليلا طلبت مني أن أغمض عيني وقالت لا تختلسي النظر أبدا , وعندما فتحت عيني وجدت نفسي في غرفة مليئة بالنساء , وهناك سرير عليه شابة تعاني أوجاع الولادة . كانت أشكال النساء غريبة باستثناء تلك الشابة التي تلد . فقالت لي المرأة العجوز أرجوكِ قومي بتوليدها , فنحن لا نستطيع ذلك , لأنها مختلفة عنا .. أرجوكِ .
    واقتربت من تلك الشابة على السرير فأمسكت يدي وقالت أرجوكِ .. أنا لا احتمل أكثر سوف أموت . فنظرت إلى بطنها , وكانت مزرقة والأوردة ظاهرة منها , فعلمت بأن ولادتها متعسرة , وبدأت أطلب من النساء أن يحضرن اللوازم التي أحتاجها لتوليد المرأة , وبعد جهد ومعاناة قمت بتوليدها بصورة طبيعة . لكن لشدة دهشتي فأن طفلها لم يكن طبيعيا . كانت عيناه سوداء بلا بياض , مفتوحتان وكبيرتان , وشعره طويل يصل إلى نصف ظهره , وبشرته لونها غريب بين الأزرق والأسمر , ولدية أربع أسنان وهن القواطع , وكان يصرخ ويبكي بصوت عالي وغريب .
    وبعد أن أكملت عملي , وفيما كنت أهم بالمغادرة , دخل إلى الغرفة رجل وجلس قرب المرأة الشابة متحدثا معها بلغة غريبة , ثم نظر لي وشكرني وقال : " أنها مثلكم .. أشكركِ على مساعدتها " . فوقفت منتفضة وقلت أريد أن اعرف الحقيقة كاملة الآن , فقالت المرأة العجوز : " هذا أخي .. ونحن عائلة منفصلة عن إحدى عشائر الجان .. انفصلنا عنهم بسبب زواج أخي من آدمية .. وقد حملت منه " .
    فوقفت مصدومة مما سمعت , ثم فكرت بابنتي التي تركتها وحيدة بالبيت مع جنية ! .. فكأنما شعرت المرأة بما يختلج في صدري فقالت بنبرة مطمئنة : " لا تخافي .. حواء لن تؤذي ابنتكِ أبدا " . ثم أعطوني سلة مليئة بقشور البصل مقابل عملي , فتعجبت من هذه الهدية , وقلت لهم بأني لا آخذ أجرا وأعمل من اجل الثواب . لكنهم أصروا على أن آخذ السلة , فأخذتها وخرجنا أنا والمرأة , فطلبت مني أن أغمض عيني مرة أخرى , وحين فتحتها مجددا كنت أقف أمام البيت .
    حين أنهت أمي قصتها ساد الصمت الحجرة , فوالدي تعجب كثيرا من هذه القصة التي يصعب تصديقها , ولهذا قامت أمي وأحضرت السلة التي أهدوها إليها لتثبت صحة كلامها , وكانت المفاجأة الكبرى هو ما وجدناه داخل السلة , فحين رفعت أمي الغطاء عنها كانت قشور البصل قد تحولت إلى نقود ذهبية كثيرة ! . ومنذ ذلك الحين أصبحنا أثرياء واشترينا بستانا كبيرا وعشنا في سعادة ورفاهية تامة .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 19 أبريل 2024, 20:05