حتى الآن لم يتم تحديد أسباب اضطراب طيف التوحد #Autism_Spectrum_Disorder بدقة , و يقول الأطباء بهذا الصدد أن هناك ملامح أسباب محتملة لكنها غير مؤكدة , و ما نعرفه يقيناً هو نفي عوامل كانت تعتبر سابقاً أسباباً محتملة ..
فسابقاً كان يقال أن تعاطي الأم بشكل بارد مع طفلها يسبب إصابته بالتوحد , لكن تبين أن هذا بحسب الدراسات غير صحيح بالمطلق
و كان يقال سابقاً أن اللقا.حات تسبب التوحد , لكن صدرت موجة قوية معاكسة من الدراسات التي تنفي علاقة اللقا.حات بالتوحد .. حول هذه النقطة على الخصوص هناك رأي آخر محتمل للطب الوظيفي سنتناوله لاحقاً .. و الجميع يعرف قو.ة و سطو.ة تجار.ة اللقا.حات ... و كيف تتبنى دراسات .....
و أغلب العوامل التي يتم تداولها و البحث حولها الآن هي عوامل بيولوجية , يعني مثلاً تعرض الجنين لأدوية معينة أخذتها أمه في فترة الحمل يمكن أن يزيد من خطر أو احتمال الإصابة بالتوحد لدى ذلك المولود
و من المسلم به الآن أن العوامل البيولوجية و العوامل الوراثية في التوحد هامة , و العوامل الوراثية و الجينية ليست مؤكدة أو حتمية لكنها تعلب دوراً إلى حد ما , فمثلاً إذا كان طفل لديه توحد فهذا يرفع من احتمال إصابة أخيه بالتوحد
العمر المتقدم للوالدين أيضاً قد يزيد من خطر الإصابة بالتوحد
و تتداول الأوساط العلمية مقولة أن التوحد له جذور جينية .. لكن رغم ذلك لا يمكن لأية هيئة بحثية علمية حتى الآن أن تؤكد أو تحصي بوضوح الأسباب الجينية للتوحد , فالخلل الجيني في التوحد ليس واضحاً كما هي الحال بالنسبة إلى متلازمة داون Down Syndrome التي تعزى إلى خلل كروموزومي واضح .. في حين أن حوالي 10-15 % من حالات التوحد تكون مرتبطة بحالات جينية معروفة يعني مثلاً هناك خلل جيني معروف اسمه فراجيل إكس Fragile X أو ما يسمى #متلازمةفراجيلإكس #Fragile_X_syndrome و التي تتصف بإعاقة ذهنية خفيفة و تأخر في الكلام و اضطرابات نفسية و مجموعة من العلامات الجسدية : آذان كبيرة ، و وجه طويل ، و فك و جبهة بارزين ، و أقدام مسطحة .. و نسبة كبيرة من الذين يحملون هذا الخلل الجيني لديهم أعرض توحد , و كذلك نسبة كبيرة ممن لديهم مرض التصلب الجلدي sclérose tubéreuse بالفرنسية أو scleroderma بالإنكليزية و هو مرض يتمثل باضطرابات جلدية و يترافق أيضاً مع أعراض توحدية ..
لكن هناك حالات من التصلب الجلدي لا تترافق مع التوحد , كذلك الأمر بالنسبة لمتلازمة فراجيل إكس Fragile X syndrome لا يرافقها التوحد بالضرورة ..
إذن هناك استعداد جيني للإصابة بالتوحد مضاف إليه عوامل خارجية غير معروفة ..
و رغم التقدم العلمي في عموم مجالات الطب هناك حتى الآن أمراض لم يتم الكشف عن أسبابها الواضحة بشكل جازم , و هذا ينطبق على التوحد ..
لكن بالمقابل تم تصنيف أسباب محتملة عديدة مساهمة في التوحد من وجهة #الطب_الوظيفي #Functional_Medicine الذي يقوم على استقصاء الأسباب الجذرية , و ذلك على ضوء الدراسات العلمية التي أجريت على مدى سنوات طويلة و شملت أعداداً كبيرة من الأطفال حتى منذ المرحلة الجنينية في أرحام أمهاتهم .. و اكثر من ذلك : ما يخص الأم نفسها قبل الحمل حتى بسنوات ..
و جوهر الفرق بين دراسات و أخرى هو تثبيت عوامل إضافية مؤثرة و حذف أخرى و أخذ الفترات الزمنية الطويلة ( عشرات السنين أحياناً ) بعين الاعتبار .. ما نقصده بوضوح هنا هو صحة الأم حتى قبل سنوات طويلة من الحمل بالطفل الذي أصيب بالتوحد كهربائي منازل الكويت .. و هو ما غفلت عنه معظم الدراسات .. في حين تتميز الدراسات وفق الطب الوظيفي بالعمق في الاستقصاء أكثر , كما تأخذ عامل الزمن و تنظر إلى الأمور بشكل شمولي أكثر ....
هذه النقطة بالذات تحتاج إلى حديث .. و أحاديث أخرى في منشورات لاحقة ..
لا يوجد حالياً أي تعليق