النظام الغذائي الغني بالحبوب و البقول و عوز المعادن
تحتوي الحبوب الكاملة و البقول خصوصاً في قشرتها الداخلية و تحت القشرة بكثرة على الفيتات Phytates و حمض الفيتيك Phytic Acid و هذه المكونات تمنع امتصاص المعادن بصورة عامة , توجد الفيتات و حمض الفيتيك أيضاً بنسبة عالية جداً في المكسرات Nuts كاللوز و الفستق و البندق و الكاجو و في البذور Seeds كالسمسم
رغم ما يقال عن هذه الأطعمة بأنها تحتوي على المغنيزيوم و الزنك و الكالسيوم و غيرها من المعادن .. إلا أن تلك المعادن غير قابلة للامتصاص أو على الأقل ضعيفة الامتصاص
الفيتات أيضاً تكبح الأنزيمات الهاضمة مما يمنع أكثر تحرير المعادن من الغذاء ..
هناك طرق لتقليل محتوى الفيتات و حمض الفيتيك كالنقع لساعات طويلة مع التخلص من ماء النقع و كذلك التحميص و التنبيت أو البرعمة Sprouting و كذلك التخمير Fermentation .. و بعض طرق الطهي كطحن السمسم على البخار لإعداد الطحينة .. لكنها جميعاً لا تزيل الفيتات بصورة تامة ..
و لا نريد أن نلغي المصادر الغذائية المذكورة فإلى جانب قيمتها الغذائية فإن حمض الفيتيك و الفيتات أيضاً لها فوائد , فهي ذات خواص مضادة للأكسدة و قد تساعد على منع تضرر الحمض النووي DNA و الحماية من السرطان كما قد تمنع تشكل الحصيات في الجهاز البولي و قد تساعد على تخفيض سكر الدم و الشحوم الثلاثية
لكن بالمقابل على من يكثر من مصادر الفيتات المذكورة أعلاه عليه أن يعوض المعادن من مصادرها الغذائية الصحيحة في أوقات بعيدة عن وقت تناول مصادر الفيتات بساعتين أو ثلاث .. و الأصل في الغذاء دائماً هو التوازن .. و من المعروف أن المصادر البروتينية الحيوانية للمعادن هي أفضل من ناحية التركيز و قابلية الامتصاص و التوافر الحيوي , شرط الهضم السليم و إفراز حمض المعدة بالأخص بشكل كافٍ
بالنسبة للكالسيوم أفضل مصادره هي منتجات الحليب Diary و لا تعادلها المصادر النباتية على أية حال لأن معظمها على شكل أوكسالات الكالسيوم Calcium Oxalate إذ يجب أن يتم تفكيكها و فصلها عن الأوكسالات في الجهاز الهضمي ليتم امتصاصها , عدا عن تدني نسبتها في المصادر النباتية بالمقارنة مع منتجات الحليب .. طبعاً من لديه مشكلة حساسية أو عدم تحمل غذائي على منتجات الحليب أمامه حلول أخرى ..
نحصل على المغنيزيوم من الخضار الخضراء الداكنة و اللحوم و الأسماك و على البوتاسيوم أيضاً من الخضار و على الزنك و السيلينيوم و اليود من الأسماك و ثمار البحر و المحاريات و نحصل على الحديد و المغنيزيوم من اللحوم الحمراء و لحوم الأعضاء Organ Meats كالكبد و القلب و الكلية .. و نركز بشكل خاص على لحوم الأعضاء لكونها الأفضل امتصاصاً كما تحتوي على الزنك و السيلينيوم و الكروميوم و المنغنيز و النحاس و غيرها من المعادن النادرة Trace Minerals و بصيغة جيدة الامتصاص .. في الواقع كلما أكثرنا من الحبوب و البقول علينا أن ننتبه لأنفسنا فنعمد إلى تناول لحوم الأعضاء في أوقات متباعدة عنها و هي أفضل ما نلجأ له لتعويض ما نخسره بسبب الإكثار من الحبوب و البقول ..
سبب آخر يجعلنا نخسر المعادن عندما نتبع نظاماً غذائياً غنياً بالحبوب هو أن ذلك النمط من الغذاء يحتوي على الكثير من السكر الناتج عن تكسير النشويات .. لأن حرق السكر بكثرة يسبب تشكيل الكثير من الجذور الحرة Free Radicals و بالتالي ارتفاع الإجهاد التأكسدي Oxidative Stress في أنسجة و أعضاء الجسم و كي يعمل الجسم على التخلص من هذا الإجهاد سيستهلك تلك المعادن و بشكل خاص الزنك و السيلينيوم و المغنيزيوم فضلاً عن استهلاك العديد من الفيتامينات .. من جهة أخرى فإن تعامل الجسم مع السكر سواء بحرقه أو تخزينه على شكل دهون ( عندما يعمل الإنسولين Insulin ) يستنفذ أيضاً المعادن و بشكل خاص المغنيزيوم و الزنك و المنغنيز و الكروميوم و البوتاسيوم كما يستنفذ الفيتامينات ..
و إن كانت الحبوب و البقول غنية بالألياف أي منخفضة في المؤشر الجلايسيمي Glycemic Index ففي النتيجة الكمية الكبيرة التي يوصى بها من الحبوب ستوصل إلى كل ذلك ..
أضف إلى ذلك أن كثرة النشويات و السكر الناتج عن تفكيكها , ستعمل على تشكيل الحموضة Acidity في الجسم و في الدم الذي يعمل على تعديل تلك الحموضة بسحب المعادن من العظام و العضلات و الأعصاب .. ثم تطرحها الكلى بالتدريج .. و بالتالي نصل إلى عوز المعادن الناجم عن الإكثار من الحبوب و البقول و المكسرات و البذور
للأسف ...
ما زالت الكثير من المنظما.ت الطبية الكبرى كجمعية القلب الأ.مر.يكية تسمح بل توصي بتناول الكربوهيدرات بكثرة و بنسبة تصل إلى 65% من إجمالي السعرات الحرارية تركيب شاور بوكس على أن يكون معظمها من الحبوب الكاملة .. هذه توصيات معيبة .. تتبنى الهرم الغذائي التقليدي البائد
لا يوجد حالياً أي تعليق