منتديات عقيل عطارد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تحتوي على معلومات فضائية وفلكية ودراسات عن المجموعة الشمسية والأجرام السماوية والمجرات وكل الذي في الكون من علم الفلك وريادة الفضاء .


    الحلقة 15 مسار التحقق الجزء الأول

    master
    master
    مدير عام
    مدير عام


    الإقامة : السودان
    الجنس : ذكر
    عدد المشاركات : 609
    كوكب مفضل :
    • عطارد
    • الزهرة
    • القمر
    • الأرض
    • المريخ
    • المشتري
    • زحل
    • أورانوس
    • نبتون
    • بلوتو
    • ترانس بلوتو

    الرصيد : 244308
    السمعة : 0
    تاريخ الإنضمام : 15/01/2016
    أكلات مفضلة : كل ما لذ وطاب ¤ _ ¤
    رأي العضو عن المنتدى : هايل

    الحلقة 15 مسار التحقق الجزء الأول Empty الحلقة 15 مسار التحقق الجزء الأول

    مُساهمة من طرف master الإثنين 14 نوفمبر 2016, 10:13

    في صباح اليوم التالي تناولت طعام الإفطار وصعدت الطابق الأول حيث توجد قاعة الدراسة التي يلتقى فيها أوستاش وأخته بأستاذهما لورانس براون كل يوم .



    كان الدهليز الذي سرت فيه خاليآ تمامآ ،ولم أسمع فيه حركة أو صوتآ ،ووجدت نفسي أمام قاعة الحمام التي قضى فيها رجال البوليس وقتآ طويلآ للبحث عن آثار ترشدهم إلى اليد التي سكبت مادة الإيزيرين في قنينة الأنسولين ،ولم أقو على مقاومة الفضول الذي إستولى علي فدلفت إلى الحمام وراعني ما رأيت فيه .
    كان حافلآ بأحداث ما تفتق عنه الذهن البشرى من وسائل الترف وكان كل ما يعنيني فيه هو صندوق الأدوية والعقاقير الطبية ففتحته فإذا هو صيدلية صغيرة حافلة بمختلف الأدوية وبينها عدد كبير من قناني الأنسولين بعضها مليء وبعضها فارغ ،ومحتوياته مرتبة ومنظمة بحيث يسهل تناول أي دواء للعلاج ،،أو القتل ..لم يرني أحد حين دخلت الحمام ، وكان بوسعي أن أسكب محتويات أية قنينة في قنينة أخرى وإنصرف دون أن أشعر بي أحد ،لم أقف من هذه الزيارة على جديد ،ولكنها أقنعتني بصعوبة مهمة رجال البوليس في إماطة اللثام عن قاتل أرستيد ليونيدس ،وواصلت السير في الدهليز المقفر حتى إنتهيت إلى باب قاعة الدرس كما وصفتها لي صوفيا ، تريثت أمام الباب وأرهفت أذني وسمعت صوت لورانس وهو يلقى على تلميذته درسآ في التاريخ ،وإكتشفت بعد بضع دقائق أنه مدرس ممتاز ، ولم أدهش لذلك فقد كان أرستيد ليونيدس رجلآ حصيفآ يعرف كيف يختار الرجال ،كان لورانس من أولئك الأساتذة الذين يعرفون كيف ينشطون خيال تلاميذهم ويثيرون إهتمامهم ،وبعد أن فرغ من حديثه عن إحدى حقبات الثورة الفرنسية وأبطالها شرع في إلقاء الأسئلة على تلميذيه ، فكانت إجابات جوزيفين مضطربة معقدة ، على عكس أخيها أوستاش الذي كان يجيب بوعي وذكاء . ثم سمعت حركة مقاعد داخل القاعة ، فهممت بالإبتعاد ، ولكن الباب فتح بسرعة وخرجت جوزيفين وتبعها أوستاش فحيتني الأولى ومضت مسرعة بينما توقف أوستاش وبدأ كأنه دهش لوجودي في ذلك المكان وسألني بأدب عما إذا كنت أريد شيئآ فأجبته ببعض الإرتباك بأنني كنت أود أن أتفقد قاعة الدراسة .
    قال : ظننت أنك تعرفها . إنها غرفة عادية ليس فيها ما يثير الإهتمام ..وقد كنت ألعب فيها وأنا طفل ومازال بها بعض اللعب وفتح الباب ،ورأيت لورانس واقفآ أمام منضدة فما أبصرني حتى إحمر وجهه وقال كلمة على سبيل التحية وغادر الغرفة مسرعآ ..فقال أوستاش وهو يبتسم .
    _إنك أخفته..إن أبسط شيء يرعبه .
    _ولكنه أستاذ ممتاز .
    _لا أستطيع أن أقول العكس .
    _هل تتلقى نفس الدروس مثل جوزيفين .
    كلا طبعآ ..أنها لا تتعلم اللغة اللاتينية ولا الحساب .
    _ولكن يخيل إلي أنها أذكى من سنها .
    _أتظن ذلك ؟ أنني أرى العكس ،إنها غبية ..وقد أطاحت الروايات البوليسية بصوابها ..فهي تنصت على الأبواب وتكتب ملاحظات في دفتر لها أسود صغير وتزعم أنها إكتشفت أشياء كثيرة ،ولكنها دعية حمقاء وقد قلت لها إن أمي ستحسن صنعآ حين ترسلها إلى سويسرا .
    _هل كنت تحب جدك يا أوستاش ؟
    _كان رجلآ أنانيآ وغير إجتماعي ، وقد قال لورانس أن أمثاله يجب أن يختفوا.
    _وهذا ما فعله .
    _وخير ما فعل ..أية متعة في الحياة يجدها من كان في مثل سنه ؟ وفي هذه اللحظة عاد لورانس وراح يرتب بعض الكتب على المنضدة ، ولاحظت أنه ينظر نحوى خلسة من ركن عينه وأخيرآ نظر إلى ساعته وقال :
    _أوستاش ..هل لك أن تعود في الساعة الحادية عشرة تمامآ ؟
    _حسنآ يا سيدي .
    وإنصرف الصبي وهو  يصفر  بشفتيه .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 26 أبريل 2024, 19:00