سبب نزول سورة المنافقون ورد في كتاب الوسيط أن بعض آيات سورة المنافقون نزلت فيغزوة بني المصطلق، والتي كانت في السنة الخامسة من الهجرة، وبعض العلماء أوردوا أنّها نزلت في غزوة تبوك، وهو قولٌ ضعيف. سبب نزول آية: هم الذين يقولون لا تنفقوا من عند رسول الله حتى ينفضّوا قد ورد في كتب أسباب النزول والتفسير سببًا لنزول تلك الآية وهو قصّةٌ من القصص التي أظهرت نفاق بعض النّاس وإيمانهم الظاهر وما يخفون في قلوبهم من كفرٍ وحقد، فعن زيد بن الأرقم أنّه في يومٍ من الأيّام كانوا في غزوةٍ مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان معهم بعضٌ من الأعراب، وكانوا يسارعون إلى جلبِ المياه، وكان أحد الأعراب يسارع إلى ملء الحوض، ويجعل حوله حجارةً ويغطيه بقطعةٍ من الجلد؛ ليمنع غيره من الاقتراب منه.
سورة المنافقون مكتوبة بالتشكيل مع التفسير
ثمّ جاء أحدٌ من الأنصار ليروي ناقته، فأبعد الحجر عن الحوض ففاض الماء، فضربه الأعرابي بقطعةٍ من الخشب على رأسه وجرحه، فذهب الأنصاري إلى سيّد المنافقين وهو عبد الله بن أبيّ، وأمر أصحابه بألّا ينفقوا من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- إلّا بعد أن يتفرّق الأعراب من حول رسول الله، ثم قال لأصحابه: عندما نعود إلى المدينة سيخرِج منها الأعزُّ -ويقصد نفسه- الأذلَّ ويقصد النبي محمد.فسمع زيد بن الأرقم قول عبد الله بن أبي فأخبر عمّه بذلك، فقام عمّه بإخبار رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وعندما استفسر النبي من عبد الله عن قوله حلف -أي عبد الله- وأقسم أنّه لم يقل ذلك فصدّقه رسول الله وكذّب زيد، فلام العمّ زيد، وقال له إنّك لم تحصّل من كذبك وافترائك سوى كُره رسول الله والمسلمين لك، ثمّ اكتشف رسول الله في ما بعد كذب عبد الله وصدق زيد، وقرأ بداية سورة المنافقون إلى أن وصل إلى قوله تعالى: {هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ ۗ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَلَٰكِنَّ ٱلْمُنَٰفِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ}،
للمزيد: تفسير سورة المنافقون
لا يوجد حالياً أي تعليق