غالباً يلاحظ أهل الطفل أعراض التوحد لديه في العمر 12-24 شهر , و التي تندرج تحت عنوانين : ضعف التواصل الاجتماعي مع المحيط , و السلوك النمطي التكراري كما أشرنا في المقالة السابقة , لكن إذا كانت الأعراض قوية و واضحة يمكن ملاحظتها قبل عمر السنة , في حين إذا كانت طفيفة قد لا تتم ملاحظتها إلا بعد انتهاء أول سنتين من العمر , أو حتى إذا كانت طفيفة جداً كمتلازمة #أسبرغر #Asperger's Syndrome قد لا يتم الانتباه إلى وجودها حتى عمر 10 سنوات .. لكن الأعراض في الواقع تكون بدأت قبل ذلك بكثير
و يلاحظ الباحثون أن 20 % من الأطفال المصابين بالتوحد يكون لديهم تطور طبيعي نسبياً منذ عمر السنة , لكنهم يخسرون المهارات الاجتماعية و الكلامية في عمر 15-24 شهر بمعنى مثلاً قد يكون الطفل بدأ الكلام في عمر السنة لكنه خسر هذه القدرة و تراجع في القدرات الكلامية و التواصل الاجتماعي فيما بعد .. هذا السياق ربما يرجح التأثير المكتسب epigenetic للشروط المحيطة بالطفل على تطوره في هذه الحالات بالتحديد بما يفوق التأثير الجيني كما سنبين في منشورات لاحقة عند الحديث عن الأسباب المحتملة ..
من العلامات المبكرة التي يجب التحري عنها و رصدها لكشف التوحد أو تأخر تطور الطفل وجود اضطرابات أو عدم انتظام في عمل الجهاز الهضمي مثل البصق المزمنchronic spitting up أي ارتجاع اللعاب خارج الفم , هذه الحالة طبيعية إذا كانت محدودة أو تالية للإكثار من كمية الرضاعة في كل مرة , لكن تكرارها و تأخرها مع تقدم عمر الطفل هو مؤشر يستدعي الشك في التوحد أو أي شكل آخر من نقص النمو و التطور لدى الطفل
كذلك من علائم نقص التطور التي تقود إلى الشك بنقص النمو ( أو ترجحه ) حالة #نقصالتوتر #Hypotonia (ضعف العضلات) بما في ذلك ضعف التحكم في الرأس و الرقبة في سن 6 أشهر .. بذلك قد نلاحظ ما نسميه #تأخرالرأس #Head_Lag ، و الذي لا ينبغي أن يكون لدى الطفل في 9 أشهر , و هذا يرجح أن الطفل في حالة تأخر في النمو و ربما التوحد
علماً أن هناك ضعف توتر عضلي خلقي حميد benign congenital hypotonia يمكن أن يزول مع تحسن نمو الطفل و تطوره , لكن استمراره و تأخره بدرجة حادة يمكن أن يشير إلى الحثل العضلي muscular dystrophy أو الشلل الدماغي cerebral palsy و إذا كان بدرجة أقل وطأة قد يشير إلى احتمال الإصابة بالتوحد
كما يجب البحث عن ضعف #تواصل_العين #Eye_Contact المحتمل في الشهر الثالث أو الرابع من عمر الطفل و الذي يمكن أن يعتبر كعلامة مبكرة على التوحد , و هناك فحص للعين يمكن إجراؤه للكشف عن التوحد يسمى منعكس الحدقة الضوئي
و يدعي بحث علمي جديد أن استجابة الأطفال للروائح الكريهة أو المستحبة يمكن من كشف التوحد لديهم , إذ يظهر الفرق في تلك الاستجابة , فالطفل المصاب بالتوحد لا يستجيب لتلك الروائح أو يأخذ وقتاً طويلاً في ذلك , في حين يستجيب الطفل الطبيعي خلال ثوان
كل هذه الأعراض و العلامات و الفحوص قد لا يقف عندها طبيب الأمراض النفسية في الكشف عن التوحد صيانة شفاط مركزي و له سبله الخاصة في التشخيص التي يأخذ فيها بعين الاعتبار أيضاً مجمل الأعراض التي وردت في المنشور السابق
لا يوجد حالياً أي تعليق