نواصل الجزء الثاني من الحلقة7
...والآن هلم بنا..
وما أن شرعنا في إرتقاء السلم حتى قال:
_لا شك أنك لاحظت أن جميع الأسئلة التي ألقيتها عليهم لا أهمية لها ..وأنني لا يعنيني ماذا كان يفعل هذا أو ذاك عندما لفظ العجوز أنفاسه الأخيرة .
فسألته في دهشة :
_إذن لماذا تستجوبهم ؟
_لأن إستجوابهم يهييء لي فرصة لمعرفة أسباب الخلاف بينهم،والآن ثرثرتهم قد تتضمن معلومات تفيدنا.
ثم إستطرد قائلآ بصوت خافت:
_قلبي يحدثني بأن ماجدا ليونيدس تستطيع إذا شاءت أن تدلى إلينا بحقائق على جانب عظيم من الأهمية .
إن ما يحيرني في هذا البيت هو أن كل إنسان فيه يملك القدرة والوسيلة لإرتكاب الجريمة..وأنا لذلك لا أبحث عن المجرم..وإنما أبحث عن الدافع إلى الجريمة .
***
***
وتوقفنا في نهاية السلم أمام باب مغلق ،وقرع المفتش الباب ففتحه عملاق ضخم الجسم ،عريض الكتفين مشوش الشعر.
كان دميم الوجه..دمامة تثير العطف .
وذكر تافرنر إسمه..فقال الرجل:
_تفضلا بالدخول..لقد كنت أهم بالخروج ،ولكن لا ضرورة لذلك الآن..تعاليا إلى قاعة الإستقبال وسأخطر كليمنسي بقدومكما..آه ..
أنت هنا أيتها العزيزة ؟هذا هو المفتش تافرنر..أظن أنه لا توجد سجائر هنا !! صبرآ لحظة .سأحضر بعض السجائر وأعود فورآ .
وغادر المكان..وأحسسنا بنعمة السكون بعد الجلبة الشديدة التي أحدثها.
وكانت زوجته تقف على مقربة من النافذة ..فنطرت إليها ولم أتمالك نفسي من الإحساس بأنها شخصية تثير الفضول .
كذلك أثار فضولي جو الغرفة التي دخلناها ..
كانت الجدران عارية من كل زخرف،خالية من اللوحات والزهور فيما عدا لوحة فوق الموقد عليها رسوم هندسية متشابكة ،أما الأثاث فكان قليلآ،بضعة مقاعد،ومائدة مغطاة بالزجاج،وخزانة صغيرة للكتب.
ولكن كان هناك كثير من الضوء ..والفراغ والهواء .
كان الفارق بين قاعة الإستقبال في شقة ماجدا بأثاثها الفخم ولوحاتها وآنيتها وزهورها وبين قاعة الإستقبال في شقة كليمنسي بهدوئها وبساطتها المحببة كالفارق بين المرأتين..فالأولى لها ثلاثون شخصية مختلفة ..أما الثانية فلها شخصية واحدة هي شخصيتها الحقيقية التي لا ترضى بأن تتقمص شخصية سواها.
كانت كليمنسي تناهز الخمسين من العمر لها شعر شعر قصير قد خطه الشيب ،وعينان جميلتان تشعان ذكاء وحيوية ،وكانت ترتدي ثوبآ أحمر من الصوف يبرز نحول جسدها وطول قامتها.
دعتنا إلى الجلوس وسألت تافرنر عما إذا كان هناك جديد فأجاب :
_نعم يا سيدتي..ثبت أن الوفاة نجمت عن تسمم بمادة الإيزيرن.فقالت بنفس الصوت الهاديء وهي مستغرقة في التفكير :
_إنها إذن جريمة قتل..ألا يحتمل أن يكون الحادث قد وقع قضاء وقدرآ.
_كلا بالتأكيد .
_هل لي أن أرجوك بالترفق بزوجي أيها المفتش ..؟
هذا النبأ سيثيره ..وهو شديد الحساسية وكان يحب أباه جبآ جمآ.
_هل كانت علاقتك بأبيه طيبة يا سيدتي ؟
_كانت طيبة جدآ.
ثم أضافت في هدوء:
_ولكني لم أكن أحبه.
_لماذا؟
_لم أكن أقر أهدافه.ولا وسائله للوصول إلى هذه الأهداف.
_ومسز بريندا ليونيدس؟
_بريندا ؟لم أكن أراها كثيرآ.
_هل تعتقدين بأنه يمكن أن تكون هناك علاقة ما بينها وبين لورانس براون؟
_لا أعتقد ذلك..ولو كانت هناك علاقة لما علمت بها.
كانت نبرات صوتها توحا بأن الأ٨ر لا يهمها ..ودخل روجر ليونيدس في هذه اللحظة كالعاضفة قال :
_تأخرت قليلآ لأنني تلقيت محادثة تليفونية..ماذا عندك من الأنباء أيها المفتش؟هل عرفتم كيف مات أبي؟
_مات مسمومآ بمادة الإيزيرين.
_يا إلهي !! إذن فإن تلك المرأة لم تستطع الإبتظار!!لقد أنقذها من الوحل فكان جزاؤه منها القتل ..كلما فكرت في..
_هل لديك من الأسباب ما يحملك على إتهامها؟
فجرى بأصابع يديه في شعر رأسه وأجاب وهو يذرع أرض الغرفة:
_أسباب؟إذا لم تكن هي فمن سواها؟إنني لم أثق فيها قط ولم أشعر نحوها بأي عطف..لا أحد منا يحبها..لقد جمدنا في أماكننا،أنا وفيليب يوم أنبأنا أبي بما فعل،كان جنونآ أن يتزوج في تلك السن.
إن أبي كان رجلآ مدهشآ أيها المفتش..وقد ظل يحتفظ وهو في السبعين بذكاء ويقظة إبن الأربعين .
إنني أدين له بكل ما أملك في هذه الدنيا..ولم يحدث قط أنه إمتنع عن مساعدتي عند الضرورة.
قال ذلك وتهالك في أحد المقاعد..فوضعت زوجته يدها على كتفه بلطف وقالت:
_أهدأ وتمالك نفسك يا روجر..
_كيف أهدأ حين أفكر في..
_يجب علينا جميعآ أن نحتفظ بهدوئنا يا روجر ..إن المفتش تافرنر لا يبغى إلا مساعدتنا.
فنهض روجر من مقعده فجأة وصاح:
_هل تعلمين ماذا أريد أن أفعل ؟أريد أن أخنق هذه المرأة بيدي لو كانت أمامي الآن لدققت عنقها .
إنتهت الجزء الثاني
_ إنتظر الجزء الثالث >>
...والآن هلم بنا..
وما أن شرعنا في إرتقاء السلم حتى قال:
_لا شك أنك لاحظت أن جميع الأسئلة التي ألقيتها عليهم لا أهمية لها ..وأنني لا يعنيني ماذا كان يفعل هذا أو ذاك عندما لفظ العجوز أنفاسه الأخيرة .
فسألته في دهشة :
_إذن لماذا تستجوبهم ؟
_لأن إستجوابهم يهييء لي فرصة لمعرفة أسباب الخلاف بينهم،والآن ثرثرتهم قد تتضمن معلومات تفيدنا.
ثم إستطرد قائلآ بصوت خافت:
_قلبي يحدثني بأن ماجدا ليونيدس تستطيع إذا شاءت أن تدلى إلينا بحقائق على جانب عظيم من الأهمية .
إن ما يحيرني في هذا البيت هو أن كل إنسان فيه يملك القدرة والوسيلة لإرتكاب الجريمة..وأنا لذلك لا أبحث عن المجرم..وإنما أبحث عن الدافع إلى الجريمة .
***
***
وتوقفنا في نهاية السلم أمام باب مغلق ،وقرع المفتش الباب ففتحه عملاق ضخم الجسم ،عريض الكتفين مشوش الشعر.
كان دميم الوجه..دمامة تثير العطف .
وذكر تافرنر إسمه..فقال الرجل:
_تفضلا بالدخول..لقد كنت أهم بالخروج ،ولكن لا ضرورة لذلك الآن..تعاليا إلى قاعة الإستقبال وسأخطر كليمنسي بقدومكما..آه ..
أنت هنا أيتها العزيزة ؟هذا هو المفتش تافرنر..أظن أنه لا توجد سجائر هنا !! صبرآ لحظة .سأحضر بعض السجائر وأعود فورآ .
وغادر المكان..وأحسسنا بنعمة السكون بعد الجلبة الشديدة التي أحدثها.
وكانت زوجته تقف على مقربة من النافذة ..فنطرت إليها ولم أتمالك نفسي من الإحساس بأنها شخصية تثير الفضول .
كذلك أثار فضولي جو الغرفة التي دخلناها ..
كانت الجدران عارية من كل زخرف،خالية من اللوحات والزهور فيما عدا لوحة فوق الموقد عليها رسوم هندسية متشابكة ،أما الأثاث فكان قليلآ،بضعة مقاعد،ومائدة مغطاة بالزجاج،وخزانة صغيرة للكتب.
ولكن كان هناك كثير من الضوء ..والفراغ والهواء .
كان الفارق بين قاعة الإستقبال في شقة ماجدا بأثاثها الفخم ولوحاتها وآنيتها وزهورها وبين قاعة الإستقبال في شقة كليمنسي بهدوئها وبساطتها المحببة كالفارق بين المرأتين..فالأولى لها ثلاثون شخصية مختلفة ..أما الثانية فلها شخصية واحدة هي شخصيتها الحقيقية التي لا ترضى بأن تتقمص شخصية سواها.
كانت كليمنسي تناهز الخمسين من العمر لها شعر شعر قصير قد خطه الشيب ،وعينان جميلتان تشعان ذكاء وحيوية ،وكانت ترتدي ثوبآ أحمر من الصوف يبرز نحول جسدها وطول قامتها.
دعتنا إلى الجلوس وسألت تافرنر عما إذا كان هناك جديد فأجاب :
_نعم يا سيدتي..ثبت أن الوفاة نجمت عن تسمم بمادة الإيزيرن.فقالت بنفس الصوت الهاديء وهي مستغرقة في التفكير :
_إنها إذن جريمة قتل..ألا يحتمل أن يكون الحادث قد وقع قضاء وقدرآ.
_كلا بالتأكيد .
_هل لي أن أرجوك بالترفق بزوجي أيها المفتش ..؟
هذا النبأ سيثيره ..وهو شديد الحساسية وكان يحب أباه جبآ جمآ.
_هل كانت علاقتك بأبيه طيبة يا سيدتي ؟
_كانت طيبة جدآ.
ثم أضافت في هدوء:
_ولكني لم أكن أحبه.
_لماذا؟
_لم أكن أقر أهدافه.ولا وسائله للوصول إلى هذه الأهداف.
_ومسز بريندا ليونيدس؟
_بريندا ؟لم أكن أراها كثيرآ.
_هل تعتقدين بأنه يمكن أن تكون هناك علاقة ما بينها وبين لورانس براون؟
_لا أعتقد ذلك..ولو كانت هناك علاقة لما علمت بها.
كانت نبرات صوتها توحا بأن الأ٨ر لا يهمها ..ودخل روجر ليونيدس في هذه اللحظة كالعاضفة قال :
_تأخرت قليلآ لأنني تلقيت محادثة تليفونية..ماذا عندك من الأنباء أيها المفتش؟هل عرفتم كيف مات أبي؟
_مات مسمومآ بمادة الإيزيرين.
_يا إلهي !! إذن فإن تلك المرأة لم تستطع الإبتظار!!لقد أنقذها من الوحل فكان جزاؤه منها القتل ..كلما فكرت في..
_هل لديك من الأسباب ما يحملك على إتهامها؟
فجرى بأصابع يديه في شعر رأسه وأجاب وهو يذرع أرض الغرفة:
_أسباب؟إذا لم تكن هي فمن سواها؟إنني لم أثق فيها قط ولم أشعر نحوها بأي عطف..لا أحد منا يحبها..لقد جمدنا في أماكننا،أنا وفيليب يوم أنبأنا أبي بما فعل،كان جنونآ أن يتزوج في تلك السن.
إن أبي كان رجلآ مدهشآ أيها المفتش..وقد ظل يحتفظ وهو في السبعين بذكاء ويقظة إبن الأربعين .
إنني أدين له بكل ما أملك في هذه الدنيا..ولم يحدث قط أنه إمتنع عن مساعدتي عند الضرورة.
قال ذلك وتهالك في أحد المقاعد..فوضعت زوجته يدها على كتفه بلطف وقالت:
_أهدأ وتمالك نفسك يا روجر..
_كيف أهدأ حين أفكر في..
_يجب علينا جميعآ أن نحتفظ بهدوئنا يا روجر ..إن المفتش تافرنر لا يبغى إلا مساعدتنا.
فنهض روجر من مقعده فجأة وصاح:
_هل تعلمين ماذا أريد أن أفعل ؟أريد أن أخنق هذه المرأة بيدي لو كانت أمامي الآن لدققت عنقها .
إنتهت الجزء الثاني
_ إنتظر الجزء الثالث >>