بعد بضع دقائق ،كنت والمفتش تافرنر في سيارة تنهب بنا الأرض في الطريق إلى " سوينلي دين " .
وتذكرت وأنا أستعرض أحداث الأيام الأخيرة ما قالته جوزيفين وهي تغادر قاعة خزان الماء عن الجريمة الثانية المرتقبة .
لا شك أن الطفلة المسكينة لم تتوقع أن تكون هي ضحية تلك الجريمة الثانية .
وكانت صوفيا تنتظرنا بباب البيت..فقالت لنا أن جوزيفين قد نقلت بسيارة الإسعاف إلى المستشفى وأن الدكتور " جراي " سيفحصها بالأشعة ويخطرهم بنتيجة الفحص ،فسألها تافرنر :
_ولكن كيف حدث ذلك ؟
فإقتادتنا إلى غرفة مهجورة خلف البيت وقالت :
_هذه الغرفة تستخدم كمخزن للأدوات المهملة كالخراطيم والفؤوس وغيرها مما يستعمل في الحديقة..وقد إعتادت جوزيفين التردد عليها بين وقت وآخر لتتأرجح على بابها الخشبي كانت غرفة صغيرة مظلمة مليئة بالمقاعد الخشبية والخراطيم المستهلكة وقطع الأثاث التالفة.فأشارت صوفيا إلى تمثال صغير من الرخام ملقى على الأرض بجوار الباب وقالت :
_لا بد أن بعضهم وضع هذا التمثال على الحافة العليا للباب فلما أرادت جوزيفين التأرجح على الباب كالعادة سقط التمثال على رأسها ...فقال تافرنر :
_إنها حيلة متناهية في البساطة ،وحرك الباب بيده ثم نظر إلى التمثال وسأل :
_هل مسه أحد ؟
فأجابت صوفيا :
_كلا ،لم أسمح لأحد بأن يمسه .
_أحسنت صنعآ ..ومن الذي عثر على الفتاة ؟
_أنا..لقد إنتظرناها ساعة الغداء فلم تحضر،فشرعنا في البحث عنها وتذكرت " ناني " أنها رأتها تخرج إلى الحديقة وتسير في هذا الإتجاه ،فقالت لي أنها تراهن على أنها ذهبت لتتأرجح على الباب ،وخيل إلي أنها على صواب فجئت إلى هنا للبحث عنها .
_هل إعتادت التأرجح على هذا الباب ؟
_نعم ..وأعتقد أن الجميع يعلمون ذلك .
_ألا يستطيع من في البيت أن يرى ما يحدث هنا ؟
_كلا..
_إذن فقد كان من السهل على أي إنسان أن يتسلل إلى هذه الغرفة ويضع هذا الفخ..ولكن نجاح تدبيره لم يكن مؤكدآ..
قال ذلك وحرك الباب برفق وإستطرد قائلآ :
_كانت مسألة حظ،وكان من الممكن جدآ أن يسقط التمثال فلا يصيبها ،بل إن إحتمالات الفشل تفوق كثيرآ إحتمالات النجاح،كل ما هنالك أن جوزيفين كانت سيئة الطالع فسقط التمثال على رأسها ، وإنحنى، ونظر إلى عدة ثقوب في الأرض وقال :
_يبدو أن الفاعل قام بعدة تجارب قبل أن يتمكن من موازنة التمثال فوق الحافة العليا للباب ..ألم تسمعوا شيئآ وأنتم بالبيت ؟
فأجابت صوفيا :
_كلا ..وأنا شخصيآ لم أشك في الأمر إلى أن رأيتها ممدة على الأرض والدم يسيل من جرح عميق في رأسها .
فأشار تافرنر إلى شملة من الصوف صارخة الألوان ملقاة على الأرض وسأل :
_أهذه شملتها ؟
_نعم .
فتناول تافرنر الشملة وأمسك بها التمثال وهو يقول :
_قد تكون عليه بصمات أصابع..ولكني أشك في ذلك ..ماذا تفعل يا تشارلس ؟
كنت أنظر إلى مقعد خشبي رأيت على قاعدته بعض قطع من الطين ..فقال تافرنر :
_هذا عجيب !! يبدو أن بعضهم وقف فوق هذا المقعد وحذاؤه ملوث بالوحل ..ترى لماذا ؟
ثم إلتفت إلى صوفيا وسأل :
_متى عثر على جوزيفين في هذا المكان ؟
_حوالي الساعة الواحدة وخمس دقائق .
_وكم كانت الساعة حين رأتها " ناني " تخرج إلى الحديقة ؟
_قبل ذلك بنحو عشرين دقيقة .
_إذن فالحادث وقع خلال فترة محدودة لا تتجاوز 25 دقيقة .
* * * * * *
وعدنا إلى البيت ، ورافقت صوفيا إلى قاعة المكتبة ،وهناك كان فيليب في مقعده المألوف وهو شاحب الوجه شارد الذهن ، بينما جلست ماجدا على الأرض وأسندت رأسها إلى ركبة زوجها وراحت تذرف الدموع في هدوء ،وسألت صوفيا أباها عما إذا كان المستشفى قد إتصل تليفونيآ فهز فيليب رأسه سلبآ ، وقالت ماجدا :
_لماذا لم يدعوني أذهب مع إبنتي الصغيرة المسكينة ؟
_أنا أعلم أنها ستموت .
فتوسل إليها فيليب أن تصمت .
وتذكرت وأنا أستعرض أحداث الأيام الأخيرة ما قالته جوزيفين وهي تغادر قاعة خزان الماء عن الجريمة الثانية المرتقبة .
لا شك أن الطفلة المسكينة لم تتوقع أن تكون هي ضحية تلك الجريمة الثانية .
وكانت صوفيا تنتظرنا بباب البيت..فقالت لنا أن جوزيفين قد نقلت بسيارة الإسعاف إلى المستشفى وأن الدكتور " جراي " سيفحصها بالأشعة ويخطرهم بنتيجة الفحص ،فسألها تافرنر :
_ولكن كيف حدث ذلك ؟
فإقتادتنا إلى غرفة مهجورة خلف البيت وقالت :
_هذه الغرفة تستخدم كمخزن للأدوات المهملة كالخراطيم والفؤوس وغيرها مما يستعمل في الحديقة..وقد إعتادت جوزيفين التردد عليها بين وقت وآخر لتتأرجح على بابها الخشبي كانت غرفة صغيرة مظلمة مليئة بالمقاعد الخشبية والخراطيم المستهلكة وقطع الأثاث التالفة.فأشارت صوفيا إلى تمثال صغير من الرخام ملقى على الأرض بجوار الباب وقالت :
_لا بد أن بعضهم وضع هذا التمثال على الحافة العليا للباب فلما أرادت جوزيفين التأرجح على الباب كالعادة سقط التمثال على رأسها ...فقال تافرنر :
_إنها حيلة متناهية في البساطة ،وحرك الباب بيده ثم نظر إلى التمثال وسأل :
_هل مسه أحد ؟
فأجابت صوفيا :
_كلا ،لم أسمح لأحد بأن يمسه .
_أحسنت صنعآ ..ومن الذي عثر على الفتاة ؟
_أنا..لقد إنتظرناها ساعة الغداء فلم تحضر،فشرعنا في البحث عنها وتذكرت " ناني " أنها رأتها تخرج إلى الحديقة وتسير في هذا الإتجاه ،فقالت لي أنها تراهن على أنها ذهبت لتتأرجح على الباب ،وخيل إلي أنها على صواب فجئت إلى هنا للبحث عنها .
_هل إعتادت التأرجح على هذا الباب ؟
_نعم ..وأعتقد أن الجميع يعلمون ذلك .
_ألا يستطيع من في البيت أن يرى ما يحدث هنا ؟
_كلا..
_إذن فقد كان من السهل على أي إنسان أن يتسلل إلى هذه الغرفة ويضع هذا الفخ..ولكن نجاح تدبيره لم يكن مؤكدآ..
قال ذلك وحرك الباب برفق وإستطرد قائلآ :
_كانت مسألة حظ،وكان من الممكن جدآ أن يسقط التمثال فلا يصيبها ،بل إن إحتمالات الفشل تفوق كثيرآ إحتمالات النجاح،كل ما هنالك أن جوزيفين كانت سيئة الطالع فسقط التمثال على رأسها ، وإنحنى، ونظر إلى عدة ثقوب في الأرض وقال :
_يبدو أن الفاعل قام بعدة تجارب قبل أن يتمكن من موازنة التمثال فوق الحافة العليا للباب ..ألم تسمعوا شيئآ وأنتم بالبيت ؟
فأجابت صوفيا :
_كلا ..وأنا شخصيآ لم أشك في الأمر إلى أن رأيتها ممدة على الأرض والدم يسيل من جرح عميق في رأسها .
فأشار تافرنر إلى شملة من الصوف صارخة الألوان ملقاة على الأرض وسأل :
_أهذه شملتها ؟
_نعم .
فتناول تافرنر الشملة وأمسك بها التمثال وهو يقول :
_قد تكون عليه بصمات أصابع..ولكني أشك في ذلك ..ماذا تفعل يا تشارلس ؟
كنت أنظر إلى مقعد خشبي رأيت على قاعدته بعض قطع من الطين ..فقال تافرنر :
_هذا عجيب !! يبدو أن بعضهم وقف فوق هذا المقعد وحذاؤه ملوث بالوحل ..ترى لماذا ؟
ثم إلتفت إلى صوفيا وسأل :
_متى عثر على جوزيفين في هذا المكان ؟
_حوالي الساعة الواحدة وخمس دقائق .
_وكم كانت الساعة حين رأتها " ناني " تخرج إلى الحديقة ؟
_قبل ذلك بنحو عشرين دقيقة .
_إذن فالحادث وقع خلال فترة محدودة لا تتجاوز 25 دقيقة .
* * * * * *
وعدنا إلى البيت ، ورافقت صوفيا إلى قاعة المكتبة ،وهناك كان فيليب في مقعده المألوف وهو شاحب الوجه شارد الذهن ، بينما جلست ماجدا على الأرض وأسندت رأسها إلى ركبة زوجها وراحت تذرف الدموع في هدوء ،وسألت صوفيا أباها عما إذا كان المستشفى قد إتصل تليفونيآ فهز فيليب رأسه سلبآ ، وقالت ماجدا :
_لماذا لم يدعوني أذهب مع إبنتي الصغيرة المسكينة ؟
_أنا أعلم أنها ستموت .
فتوسل إليها فيليب أن تصمت .