قالت صوفيا :ها هي غرفتك ..
كانت غرفة فسيحة ،كسائر غرف البيت ذي القباب الثلاث ..وأثاثها قليل ،ولكنه ثمين ..وليس بها لوحات أو تحف ..
وقفت أمام النافذة ،ونظرت إلى الحديقة ،فبدت لي في الغسق موحشة حزينة .وأشجارها التي تجردت من نصف أوراقها تتمايل مع ريح الخريف كأنها أشباح تترنح .
وفجأة ،فتح باب الغرفة ودخلت ماجدآ وهي تقول :
_لماذا لا تضيئان النور أيها العزيزان ؟
لقد هبط الظلام ..
وأضاءت النور وإستلقت على أحد المقاعد وإستطردت قائلة :
_هل شهدتما مسرحيتنا الصغيرة؟كانت أديث رائعة حين تبرعت بنصيها في الميراث لإنقاذ الشركة ..وكانت مخلصة أيضآ..كانت حركة غبية خشيت أن يتأثر بها فيليب فيفعل المثل .
الواقع أن أديث لا تضن بأية تضحية من أجل الأسرة،وأن حب عانس عجوز لأولاد أختها على هذا النحو لأمر يدعو إلى التأثر،كم أود أن ألعب دورآ كهذا ،دور خالة عجوز يفيض قلبها حبآ وحنانآ ،فقلت:
_لا بد أنها عاشت أيامآ تعيسة عقب موت أختها .خاصة وأنها كانت تكره زوج أختها ولا تطيقه.
_من قال لك هذا الكلام؟إنها كانت مدلهة بحبه.
فصاحت صوفيا :
_أماه !!
_لا تحاولي معارضتي يا صوفيا..أتظنين أن الحب وقف فقط على الشباب الذين يتناجون في ضوء القمر ؟
فقلت :
_ولكن أديث هي التي قالت لي بنفسها أنها كانت تمقته .
_ربما كان ذلك في البداية ،ولكنها أحبته فيما بعد ولم ترض عن زواجه الثاني .
فقالت صوفيا:
_وأنت وأبي لم ترضيا أيضآ عن زواجه الثاني ..
_طبعآ .كان زواجآ غير متكافيء ولكن أديث كانت أشدنا غضبآ وإستياء ..ليتك فقط رأيت نظراتها إلى بريندا !!
_كفى يا أماه !!
فنظرت ماجدا إلى إبنتها في ضراعة نظرة طفل يرجو الصفح والمغفرة .وقالت دون أن تحفل بأنها قد إنتقلت إلى موضوع آخر مختلف تمامآ :
_إنني قررت أن أرسل جوزيفين للإقامة في إحدى المدارس..لقد آن لي أن أفعل ذلك.
_ جوزيفين !!؟
_نعم ..سأرسلها إلى سويسرا ،وسأشرع غدآ في إتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك،لم يعد من مصلحتها أن تبقى هنا ،حيث لا هم لها إلا التفكير في الجريمة والمجرمين ثم أنها بحاجة إلى زميلات في مثل سنها ..إن المدرسة الداخلية هي أفضل مكان لها..ذلك كان رأيي دائمآ .
_ولكنه لم يكن رأي الجد .
_إن العجائز تطغى عليهم الأنانية أحيانآ ..وقد كان العجوز العزيز يريدنا جميعآ تحت بصره .بينما المكان الطبيعي للطفل هو أن يكون بين أطفال في مثل سنه.ثم أن سويسرا بلاد جميلة..ستنعم فيها جوزيفين بالهواء النقي ورياضة الشتاء..والطعام الجيد..ولن تجد فيها مجالآ للقيام بدور البوليس السري.
رنت هذه العبارة في أذني ،ولم أتمالك أن أسأل نفسي :ألهذا فقد قررت الأم فجأة أن ترسل إبنتها إلى سويسرا ؟
إن جوزيفين تعرف أشياء كثيرة ..حدثت قبل الجريمة وبعدها ترى هل لذلك صلة بقرار إبعادها إلى سويسرا ؟ *
كانت غرفة فسيحة ،كسائر غرف البيت ذي القباب الثلاث ..وأثاثها قليل ،ولكنه ثمين ..وليس بها لوحات أو تحف ..
وقفت أمام النافذة ،ونظرت إلى الحديقة ،فبدت لي في الغسق موحشة حزينة .وأشجارها التي تجردت من نصف أوراقها تتمايل مع ريح الخريف كأنها أشباح تترنح .
وفجأة ،فتح باب الغرفة ودخلت ماجدآ وهي تقول :
_لماذا لا تضيئان النور أيها العزيزان ؟
لقد هبط الظلام ..
وأضاءت النور وإستلقت على أحد المقاعد وإستطردت قائلة :
_هل شهدتما مسرحيتنا الصغيرة؟كانت أديث رائعة حين تبرعت بنصيها في الميراث لإنقاذ الشركة ..وكانت مخلصة أيضآ..كانت حركة غبية خشيت أن يتأثر بها فيليب فيفعل المثل .
الواقع أن أديث لا تضن بأية تضحية من أجل الأسرة،وأن حب عانس عجوز لأولاد أختها على هذا النحو لأمر يدعو إلى التأثر،كم أود أن ألعب دورآ كهذا ،دور خالة عجوز يفيض قلبها حبآ وحنانآ ،فقلت:
_لا بد أنها عاشت أيامآ تعيسة عقب موت أختها .خاصة وأنها كانت تكره زوج أختها ولا تطيقه.
_من قال لك هذا الكلام؟إنها كانت مدلهة بحبه.
فصاحت صوفيا :
_أماه !!
_لا تحاولي معارضتي يا صوفيا..أتظنين أن الحب وقف فقط على الشباب الذين يتناجون في ضوء القمر ؟
فقلت :
_ولكن أديث هي التي قالت لي بنفسها أنها كانت تمقته .
_ربما كان ذلك في البداية ،ولكنها أحبته فيما بعد ولم ترض عن زواجه الثاني .
فقالت صوفيا:
_وأنت وأبي لم ترضيا أيضآ عن زواجه الثاني ..
_طبعآ .كان زواجآ غير متكافيء ولكن أديث كانت أشدنا غضبآ وإستياء ..ليتك فقط رأيت نظراتها إلى بريندا !!
_كفى يا أماه !!
فنظرت ماجدا إلى إبنتها في ضراعة نظرة طفل يرجو الصفح والمغفرة .وقالت دون أن تحفل بأنها قد إنتقلت إلى موضوع آخر مختلف تمامآ :
_إنني قررت أن أرسل جوزيفين للإقامة في إحدى المدارس..لقد آن لي أن أفعل ذلك.
_ جوزيفين !!؟
_نعم ..سأرسلها إلى سويسرا ،وسأشرع غدآ في إتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك،لم يعد من مصلحتها أن تبقى هنا ،حيث لا هم لها إلا التفكير في الجريمة والمجرمين ثم أنها بحاجة إلى زميلات في مثل سنها ..إن المدرسة الداخلية هي أفضل مكان لها..ذلك كان رأيي دائمآ .
_ولكنه لم يكن رأي الجد .
_إن العجائز تطغى عليهم الأنانية أحيانآ ..وقد كان العجوز العزيز يريدنا جميعآ تحت بصره .بينما المكان الطبيعي للطفل هو أن يكون بين أطفال في مثل سنه.ثم أن سويسرا بلاد جميلة..ستنعم فيها جوزيفين بالهواء النقي ورياضة الشتاء..والطعام الجيد..ولن تجد فيها مجالآ للقيام بدور البوليس السري.
رنت هذه العبارة في أذني ،ولم أتمالك أن أسأل نفسي :ألهذا فقد قررت الأم فجأة أن ترسل إبنتها إلى سويسرا ؟
إن جوزيفين تعرف أشياء كثيرة ..حدثت قبل الجريمة وبعدها ترى هل لذلك صلة بقرار إبعادها إلى سويسرا ؟ *