وقفت السيارة بالباب،فهتفت في سرور:ها هي جوزيفين قد عادت إلينا .
كانت الطفلة تبدو طبيعية تمامآ..فيما عدا أنها كانت معصوبة الرأس.
قالت على الفور :
_أريد أن أرى الأسماك الحمراء ..
وهرولت إلى حوض الأسماك فصاحت بها أمها :
_أليس من الأفضل أن تستريحي في فراشك قليلآ أيتها العزيزة وأن تتناولي بعد ذلك صفحة من الحساء ترد إليك صحتك ؟
فأجابت الطفلة : لا تقلقي يا أماه فأنا بخير ، ثم إنني لا أحب الحساء .
وكنت أعلم أنه كان من الممكن أن تغادر جوزيفين المستشفى قبل بضعة أيام..ولكن المفتش تافرنر أوصى ببقائها هذه الأيام حرصآ على سلامتها..وحتى لا تعود إلى البيت قبل إعتقال المتهمين .وزوال كل خطر محتمل .
قلت لماجدا :
_إن الهواء الطلق لن يضرها..سألحق بها وأسهر عليها .
ولحقت بجوزيفين عند حوض الأسماك وقلت أحدثها :
_لقد حدثت أشياء كثيرة في غيابك.
فنظرت إلى من ركن عينها ولم تجب ..وراحت تتابع حركة الأسماك في الماء .( ههه حقيرة )
قلت لها :
_ألا يهمك أن تعرفي ما حدث هنا أثناء غيابك يا جوزيفين ؟
_أظن أنني أعرف .
_هل تعلمين أنهم وجدوا وصية أخرى لجدك ،أوصى فيها بكل ثروته لصوفيا ؟
فهزت كتفها وقالت:
_أنبأتني أمي بأمر هذه الوصية ولكني كنت أعلم .
_هل حدثوك عنها في المستشفى؟
_كلا ..كنت أعلم أن جدي ترك كل ثروته لصوفيا..فقد قال لها ذلك بنفسه .
فأدركت أنها سمعت بطريقتها المألوفة ما دار من حديث بين صوفيا وجدها بشأن الوصية .وإنتقلت إلى موضوع آخر ..قلت .
_ليتك عجلت بالحضور ،إذن لرأيت كيف ألقى المفتش تافرنر القبض على بريندا ولورانس وكنت أتوقع أن يثيرها هذا النبأ ولكن بكل بساطة قالت الشيطانة :
_لقد رأيت ..
_مستحيل !! فقد حدث ذلك قبل حضورك .
_إننا مررنا بسيارتهم ونحن في الطريق إلى هنا ..وكان بالسيارة عدا بريندا ولورانس ،كل من المفتش تافرنر وضابط الشرطة ذي الحذاء اللامع ،فأدركت أنهما إعتقلا .
فقلت معتذرآ :
_إنني قدمت الرسائل لتافرنر بعد أن عثرت عليها مخبأة وراء خزان الماء .كنت أوثر أن تقدميها أنت إليه ،ولكنك كنت في المستشفى .
_الواقع أن غرفة الخزان لم تكن المكان الملائم لإخفاء الرسائل ..
وقد حدث ذات يوم أنني رأيت لورانس خارجآ من هذه الغرفة فأدركت أنها أخفت بها شيئآ ،وتحقق ظني حين دخلت الغرفة ووجدت الرسائل .
_ يقول تشارلس من داخل قلبه ( ثكلتك أمك) .ولكني ظننت أنك أنت التي..
ولم أتم عبارتي فقد سمعت أديث دي هافيلاند تدعو جوزيفين ..وتنهدت هذه وقالت :
_يجب أن أذهب ..فلا أحد يستطيع الإفلات من الخالة أديث .
وأسرعت تعدو في الحديقة إلى حيث كانت أديث ،فتبادلت معها بضع كلمات..ثم توارت داخل البيت .
وذهبت بدوري إلى أديث .
كانت تبدو عليها دلائل التعب والإعياء وخيل إلى أن تجعدات وجهها زادت عمقآ ووضوحآ .
وعندما إقتربت منها،حاولت أن تبتسم وقالت:
_هذه الصغيرة لا يبدو عليها أنها عانت كثيرآ مما أصابها .ولكننا لن ندعها تغيب عن أنظارنا بعد الآن.رغم أن ذلك لم يعد ضروريآ .
ثم تنهدت وقالت :كما أنا سعيدة لأن كل شيء قد إنتهى !! إنني رأيتها من نافذتي وشعرت بالرثاء لهما ..وكان لورانس أشبه بالفأر في المصيدة ،على أنني أرجو أن يتولى الدفاع عن بريندا محام يأخذ بيدها يقف إلى جانبها في محنتها .
كان موقفها لا يقل غرابة عن موقف صوفيا .فكلتاهما تمقت بريندا وكلتاهما ترجو أن يبذل المستطاع لكفالة الدفاع عنها .
وإستطردت أديث دي هافيلاند تقول :
_نعم ..يجب أن تهيأ لها كل الفرص وكل وسائل الدفاع الممكنة .حتى لا تذهب ضحية ظلم أو خطأ من أخطاء القضاء .
فسألتها :ولورانس ؟
فأتت بحركة تدل على نفاد الصبر وقالت:لورانس رجل ويستطيع أن يتولى أمر نفسه .أما بريندا ..فإن أرستيد لن يغفر لنا إذا ..
ولم تتم عبارتها وأردفت :
_لقد حان وقت الغذاء فهلم بنا إلى البيت .
ولكنني قلت لها إنني أنوي العودة إلى لندن فسألت :
_هل ستعود بالسيارة ؟
_نعم سأعود بالسيارة .
_هل تأخذني معك ؟ قيل لي أنه سمح لنا مغادرة البيت .
_يسعدني أن أصحبك معي .ولكن علمت أن ماجدا وصوفيا ستذهبان إلى لندن بعد ظهر اليوم .ولا شك أنك تفضلين سيارة فارهة كبيرة على سيارتي الصغيرة ذات المقعدين .
_يهمني ألا أذهب معهما ..هلم بنا ولا تخبر أحدآ.
فدهشت ،ولكني نزلت على إرادتها..ولم نتحدث كثيرآ في الطريق ،سألتها إلى أين تريد الذهاب فأجابت :
_إلى شارع هارلي " هارلي ،حيث يوجد كبار الأطباء ".
وأقلقني جوابها ولكني لزمت الصمت .
قالت بعد قليل :بل الأفضل أن تتركني أمام مطعم " دبنهار "،سأتناول هناك طعام الغداء ثم أذهب بعد ذلك إلى شارع هارلي .
_آمل أن..
فلم تدعني أتم عبارتي وقالت :
_لهذا لم أشأ القدوم مع ماجدا ..إنها تحيل كل شيء إلى مأساة .
_يؤسفني أن أعلم أن ..
_لا تأسف على شيء ..إنني في أفضل صحة..أريد فقط إجراء بعض الفحوص *
كانت الطفلة تبدو طبيعية تمامآ..فيما عدا أنها كانت معصوبة الرأس.
قالت على الفور :
_أريد أن أرى الأسماك الحمراء ..
وهرولت إلى حوض الأسماك فصاحت بها أمها :
_أليس من الأفضل أن تستريحي في فراشك قليلآ أيتها العزيزة وأن تتناولي بعد ذلك صفحة من الحساء ترد إليك صحتك ؟
فأجابت الطفلة : لا تقلقي يا أماه فأنا بخير ، ثم إنني لا أحب الحساء .
وكنت أعلم أنه كان من الممكن أن تغادر جوزيفين المستشفى قبل بضعة أيام..ولكن المفتش تافرنر أوصى ببقائها هذه الأيام حرصآ على سلامتها..وحتى لا تعود إلى البيت قبل إعتقال المتهمين .وزوال كل خطر محتمل .
قلت لماجدا :
_إن الهواء الطلق لن يضرها..سألحق بها وأسهر عليها .
ولحقت بجوزيفين عند حوض الأسماك وقلت أحدثها :
_لقد حدثت أشياء كثيرة في غيابك.
فنظرت إلى من ركن عينها ولم تجب ..وراحت تتابع حركة الأسماك في الماء .( ههه حقيرة )
قلت لها :
_ألا يهمك أن تعرفي ما حدث هنا أثناء غيابك يا جوزيفين ؟
_أظن أنني أعرف .
_هل تعلمين أنهم وجدوا وصية أخرى لجدك ،أوصى فيها بكل ثروته لصوفيا ؟
فهزت كتفها وقالت:
_أنبأتني أمي بأمر هذه الوصية ولكني كنت أعلم .
_هل حدثوك عنها في المستشفى؟
_كلا ..كنت أعلم أن جدي ترك كل ثروته لصوفيا..فقد قال لها ذلك بنفسه .
فأدركت أنها سمعت بطريقتها المألوفة ما دار من حديث بين صوفيا وجدها بشأن الوصية .وإنتقلت إلى موضوع آخر ..قلت .
_ليتك عجلت بالحضور ،إذن لرأيت كيف ألقى المفتش تافرنر القبض على بريندا ولورانس وكنت أتوقع أن يثيرها هذا النبأ ولكن بكل بساطة قالت الشيطانة :
_لقد رأيت ..
_مستحيل !! فقد حدث ذلك قبل حضورك .
_إننا مررنا بسيارتهم ونحن في الطريق إلى هنا ..وكان بالسيارة عدا بريندا ولورانس ،كل من المفتش تافرنر وضابط الشرطة ذي الحذاء اللامع ،فأدركت أنهما إعتقلا .
فقلت معتذرآ :
_إنني قدمت الرسائل لتافرنر بعد أن عثرت عليها مخبأة وراء خزان الماء .كنت أوثر أن تقدميها أنت إليه ،ولكنك كنت في المستشفى .
_الواقع أن غرفة الخزان لم تكن المكان الملائم لإخفاء الرسائل ..
وقد حدث ذات يوم أنني رأيت لورانس خارجآ من هذه الغرفة فأدركت أنها أخفت بها شيئآ ،وتحقق ظني حين دخلت الغرفة ووجدت الرسائل .
_ يقول تشارلس من داخل قلبه ( ثكلتك أمك) .ولكني ظننت أنك أنت التي..
ولم أتم عبارتي فقد سمعت أديث دي هافيلاند تدعو جوزيفين ..وتنهدت هذه وقالت :
_يجب أن أذهب ..فلا أحد يستطيع الإفلات من الخالة أديث .
وأسرعت تعدو في الحديقة إلى حيث كانت أديث ،فتبادلت معها بضع كلمات..ثم توارت داخل البيت .
وذهبت بدوري إلى أديث .
كانت تبدو عليها دلائل التعب والإعياء وخيل إلى أن تجعدات وجهها زادت عمقآ ووضوحآ .
وعندما إقتربت منها،حاولت أن تبتسم وقالت:
_هذه الصغيرة لا يبدو عليها أنها عانت كثيرآ مما أصابها .ولكننا لن ندعها تغيب عن أنظارنا بعد الآن.رغم أن ذلك لم يعد ضروريآ .
ثم تنهدت وقالت :كما أنا سعيدة لأن كل شيء قد إنتهى !! إنني رأيتها من نافذتي وشعرت بالرثاء لهما ..وكان لورانس أشبه بالفأر في المصيدة ،على أنني أرجو أن يتولى الدفاع عن بريندا محام يأخذ بيدها يقف إلى جانبها في محنتها .
كان موقفها لا يقل غرابة عن موقف صوفيا .فكلتاهما تمقت بريندا وكلتاهما ترجو أن يبذل المستطاع لكفالة الدفاع عنها .
وإستطردت أديث دي هافيلاند تقول :
_نعم ..يجب أن تهيأ لها كل الفرص وكل وسائل الدفاع الممكنة .حتى لا تذهب ضحية ظلم أو خطأ من أخطاء القضاء .
فسألتها :ولورانس ؟
فأتت بحركة تدل على نفاد الصبر وقالت:لورانس رجل ويستطيع أن يتولى أمر نفسه .أما بريندا ..فإن أرستيد لن يغفر لنا إذا ..
ولم تتم عبارتها وأردفت :
_لقد حان وقت الغذاء فهلم بنا إلى البيت .
ولكنني قلت لها إنني أنوي العودة إلى لندن فسألت :
_هل ستعود بالسيارة ؟
_نعم سأعود بالسيارة .
_هل تأخذني معك ؟ قيل لي أنه سمح لنا مغادرة البيت .
_يسعدني أن أصحبك معي .ولكن علمت أن ماجدا وصوفيا ستذهبان إلى لندن بعد ظهر اليوم .ولا شك أنك تفضلين سيارة فارهة كبيرة على سيارتي الصغيرة ذات المقعدين .
_يهمني ألا أذهب معهما ..هلم بنا ولا تخبر أحدآ.
فدهشت ،ولكني نزلت على إرادتها..ولم نتحدث كثيرآ في الطريق ،سألتها إلى أين تريد الذهاب فأجابت :
_إلى شارع هارلي " هارلي ،حيث يوجد كبار الأطباء ".
وأقلقني جوابها ولكني لزمت الصمت .
قالت بعد قليل :بل الأفضل أن تتركني أمام مطعم " دبنهار "،سأتناول هناك طعام الغداء ثم أذهب بعد ذلك إلى شارع هارلي .
_آمل أن..
فلم تدعني أتم عبارتي وقالت :
_لهذا لم أشأ القدوم مع ماجدا ..إنها تحيل كل شيء إلى مأساة .
_يؤسفني أن أعلم أن ..
_لا تأسف على شيء ..إنني في أفضل صحة..أريد فقط إجراء بعض الفحوص *