منتديات عقيل عطارد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تحتوي على معلومات فضائية وفلكية ودراسات عن المجموعة الشمسية والأجرام السماوية والمجرات وكل الذي في الكون من علم الفلك وريادة الفضاء .


    الحلقة 2 إفتراق ولقاء

    master
    master
    مدير عام
    مدير عام


    الإقامة : السودان
    الجنس : ذكر
    عدد المشاركات : 609
    كوكب مفضل :
    • عطارد
    • الزهرة
    • القمر
    • الأرض
    • المريخ
    • المشتري
    • زحل
    • أورانوس
    • نبتون
    • بلوتو
    • ترانس بلوتو

    الرصيد : 259748
    السمعة : 0
    تاريخ الإنضمام : 15/01/2016
    أكلات مفضلة : كل ما لذ وطاب ¤ _ ¤
    رأي العضو عن المنتدى : هايل

    الحلقة 2 إفتراق ولقاء Empty الحلقة 2 إفتراق ولقاء

    مُساهمة من طرف master السبت 22 أكتوبر 2016, 09:28

    ومر عامان قبل أن أعود إلى إنجلترا.. 


    عامان طويلان كنت خلالهما أكتب إلى صوفيا وكانت تكتب إلى .. 
    كنا نتراسل لا كعاشقين يتطارحان الحب . وإنما كصديقين عزيزين يجدان متعة في تبادل الآراء وتسجيل إنطباعاتهما مما يعرض لهما في حياتهما اليومية .. ولكني رغم ذلك كنت أعلم أن مشاعري نحوها لم تتغير ،وكان لدي من الأسباب ما يحملني على الإعتقاد بأن مشاعرها هي أيضآ لم تتغير . 
    وقد وصلت إلى إنجلترا في يوم غائم من أيام شهر سبتمبر ، وكان النسيم عليلآ ، وأشعة الشمس الغاربة تصبغ أوراق الشجر بلون الذهب .. فأرسلت من المطار البرقية التالتية إلى صوفيا : 
    "وصلت الآن ،هل تتناولين معي طعام العشاء في التاسعة مساء بمطعم ماريو ؟" 
    ‎‏' تشارلس‏'‏ 
    وبعد ساعتين ، كنت أتصفح جريدة "التايمز"( ركز الآن فمن هنا ستبدأ القصة ) فوقع بصري في صفحة الوفيات على النعي التالي : 
    "تنعي بريندا ليونيدس ببالغ الحزن والأسى زوجها أرستيد ليونيدس الذي توفي في ( سونيلي دين ) يوم 19سبتمبر :إيلول: عن خمسة وثمانين عامآ " . 
    وتحت هذا النبأ مباشرة ،قرأت الإعلان التالي : 
    "ينعي أولاد أرستيد ليونيدس المأسوف عليه عميد الأسرة الذي توفي فجأة بقصره (القبات الثلاث بضاحية سونيلي دين ،والعزاء بكنيسة ' سانت آيلدريد ' )بالضاحية المذكورة " . 
    وأدهشني هذا " الإزدواج " في نشر النعي ، ورددته إلى خطأ مطبعي من جانب الجريدة ..وأرسلت إلى صوفيا على الفور هذه البرقية .. 
    ( علمت في التو واللحظة نبأ وفاة جدك ، تقبلي عزائي ..متى سأستطيع مقابلتك ؟ ) . 

    وأجابت صوفيا ببرقية وصلتني في السادسة مساء بعنوان عند أبي ، وقد جاء بها . 
    "سأكون بمطعم ماريو في الساعة التاسعة "‎‎ 
    ‎صوفيا 
                     * * * 
    كان مجرد التفكير في أنني سأراها كافيآ لأن يشد أعصابي ،فلم أستقر على حال إلى أن دنا موعد اللقاء فذهبت إلى مطعم ماريو في الساعة الثامنة وأربعين دقيقة وتأخرت صوفيا عن الموعد نحو عشرين دقيقة أخرى ،وكان ظهورها مفاجأة لي تختلف عما توقعته ،فقد كانت ترتدي ثوبآ أسود ،وعلى الرغم من أن ذلك كان أمرآ طبيعيآ ،إلا أنه فاجأني إذ لم أتصور قط أن صوفيا ترتدي ثوب الحداد حتى من أجل أعز الناس عليها . 
    تناولنا بعض أقداح الكوكتيل ،وتناقلنا أنباء أصدقائنا في القاهرة وتحدثنا طويلآ في أمور كثيرة لا أهمية لها ، ولكن الحديث أزال ما كنا نشعر به من حرج ، ولما عبرت لها عن أسفي لموت جدها قالت إن موته لم يكن متوقعآ ،ثم عادت إلى الحديث عن القاهرة وبدأت أشعر بالقلق فقد خيل إلي أن أحاديثنا تفتقر إلى الصراحة والإخلاص وخطر لي أن صوفيا ربما عرفت رجلآ آخر ظفر بقلبها من دوني .. 
    أو لعلها إكتشفت أنها أساءت فهم حقيقة مشاعرها نحوي .وقد ظللت نهبة الشك والقلق إلى أن حمل إلينا الخادم أقداح القهوة فحينئذ ذاب الجليد دون أي محاولة من جانبي وجدتني أجلس بجوار صوفيا أمام مائدة صغيرة في أحد المطاعم كسابق العهد بنا ..( منتديات عقيل عطارد *** عالم بلا نهاية ) 
    كما لو كنا لم نفترق طوال العامين الآخرين ، فهتفت بإسمها في همس : 
    _صوفيا ! 
    _تشارلس !! 
    قالت ذلك بالصوت العذب الذي رجوت أن أسمعه ،فتنهدت بإرتياح وهتفت قائلآ : أخيرآ !! 
    وإبتسمنا . 
    فسألتها متى سنتزوج ؟ 
    فتلاشت الإبتسامة عن شفتيها وأجابت : 
    _لا أعلم يا تشارلس ..بل لست على يقين من أنني سأقترن بك يومآ ما . 
    _لماذا يا صوفيا ؟هل ترين أنني تغيرت وأنك بحاجة إلى بعض الوقت لكي تألفيني ؟هل تحبين شخصآ آخر ؟ 
    فهزت رأسها ببطء وأجابت : كلا . 
    وإنتظرت مزيدآ من الإيضاح فقالت على الفور : 
    _بسبب موت جدي . 
    _ماذا تعنيين ؟ أن موته لا يغير شيئآ .. وإذا كنت تفكرين في موضوع المال فإن ..فقاطعتني : 
    _كلا ..لست أعني ذلك . 
    وإستطردت بعد قليل وعلى شفتيها إبتسامة يائسة : 
    _أنا أعلم جيدآ أنك ستقترن بي حتى ولو لم أكن أملك درهمآ واحدآ ..ومع ذلك فإن جدي لم يفقد أمواله وقد ترك ثروة كبيرة . 
    _إذن ؟! 
    _المسألة هي أنه لم يمت كما يموت سائر الناس ..وأنا أعتقد أنه قتل . 
    _وماذا يحملك على هذا الإعتقاد يا صوفيا ؟ 
    _أنا لست الوحيدة التي تعتقد ذلك .. لقد رفض الطبيب توقيع شهادة الوفاة .. وسيجري تشريح الجثة . وهذا دليل على أن هناك بعض الشك . 
    ولم يكن في نيتي مناقشتها فإنها من الذكاء بحيث تعرف ما تقول .. قلت لها : 
    _هذا الشك ربما لا يقوم على أساس . وحتى لو كان على أساس فما علاقته بنا ؟ 
    _ هل أنت واثق مما تقول .. هل نسيت أنك تعمل في السلك الدبلوماسي . وأن إختيار الزوجة عامل أساسي له تأثيره على مستقبل الرجل الدبلوماسي ؟ أنا أعرف الإجابة التي تتحير على شفتيك وتريد أن تنطق بها .. ولكني أرجوك ألا تفعل ..إنها إجابة يمليها واجب الأدب والمجاملة .. وربما كانت بالنسبة إليك تعبر بصدق عن حقيقة شعورك وتفكيرك .. وأنا أقرك عليها من حيث المبدأ . ولكني إمرأة تعتز بكبريائها .ولا تريد لزواجها أن يتعرض للقيل والقال..أو أن يتطلب منك تضحية أو شبه تضحية ..وعلى كل حال فإنه من المحتمل جدآ أن ينتهي الأمر بسلام . 
    _هل تعنين أن الطبيب ربما كان مخطئآ ؟ 
    _على فرض أنه لم يخطيئ وكان هناك قاتل من الخارج فإن الأمر سوف ينتهي بسلام . 
    ولم أفهم ما تعني فمضت تقول : 
    _كان رهيبآ ما ذكرته الآن ..أليس كذلك ؟ولكني أرى أن الصراحة أجدى وأفضل . 
    وأدركت السؤال الذي يتحير على شفتي ، وأجابت عليه قبل أن أنطق به ، فقالت : 
    _كلا يا تشارلس ،لا أستطيع أن أزيدك إيضاحآ ،بل ربما أكون قد قلت لك فعلآ أكثر مما ينبغي .. إنني ما جئت الآن إلا لكي أقول لك أننا لن نستطيع أن نقطع برأي في أمر زواجنا قبل أن يماط اللثام عن سر مصرع جدي . 
    _ألا تزيدينني إيضاحآ يا صوفيا ؟ 
    _كلا يا تشارلس ..فلست أريدك أن ترى الأمور من وجهة نظري .يجب أن تنظر إلينا بلا تحيز ..كأي إنسان غريب لا صلة له بنا من قريب أو بعيد . 
    _وكيف أستطيع ذلك ؟ 
    فتألقت عيناها الزرقاوان وقالت :ستعرف من أبيك . 
    وكنت ونحن في القاهرة قد ذكرت لصوفيا أن أبي يعمل نائبآ لمدير [إسكتلنديارد] وكان لا يزال يشغل هذا المنصب . 
    وأزعجتني عبارتها الأخيرة ،وسألتها : 
    _هل الأمر بهذا السوء؟ 
    _أطن ذلك ..هل ترى الرجل الذي يجلس وحيدآ أمام المائدة بالقرب من الباب ؟يبدو أنه أحد رجال الشرطة . 
    _يخيل إلى ذلك .. 
    _إنه كان على رصيف محطة [سويتلي دين ]عندما ركبت القطار إلى لندن . 
    _هل تعقبك ؟ 
    _نعم ..وأكبر الظن أننا جميعآ تحت المراقبة .لقد ألمحوا لنا بأن من الأفضل ألا نغادر البيت ولكني جازفت لكي أراك . 
    وصمتت لحظة ثم إستطردت قائلة : 
    _لقد خرجت من نافذة الحمام وهبطت على أنابيب الماء .. 
    _يا إلهي ؟؟ 
    _ولكن البوليس كان ساهرآ .. ولا شك أنهم قرأوا البرقية التي بعثت بها إلى .. مهما يكن الأمر فها نحن هنا معآ ..وذلك هو المهم .( منتديات عقيل عطارد***عالم بلا نهاية )ولكن من سوء الحظ أنه يجب من الآن أن يلعب كل منا دوره على إنفراد ، أنت من جانبك وأنا من جانبي ..وأقول من سوء الحظ لأننا ما زلنا متحابين . 
    _أصغي إلي يا صوفيا ،أننا،أنت وانا _قد عشنا معآ حربآ عالمية ،ورأينا معآ الموت عن قرب ،فلا معنى الآن لأن يؤدي موت رجل عجوز ..بهذه المناسبة ..كم كان عمره؟ 
    _خمسة وثمانون عامآ .. 
    _تمامآ ..كما ذكرت صحيفة التايمز ..لقد بلغ من السن عتيا ..ومات بسب الشيخوخة . 
    _ذلك ما يجب أن يقرره أي طبيب يعرف واجباته . 
    _لو أنك عرفت جدي ..لأدهشك أن يموت لأي سبب كان.. * 

    في إنتظار الحلقة القادمة3 .. 
    منتديات عقيل عطارد 
    ‎عالم بلا نهاية

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 05 نوفمبر 2024, 17:26